بطن الحوت أيّاماً ، ثمّ إلقاء الحوت إيّاه على الساحل وإنبات الله جلّ وعلا له شجرة اليقطين ، يقول الله تعالى في محكم كتابه : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِين)(١).
ويظهر أيضاً هذا النوع من التناص في الخطبة السليمانية(٢) إذ يحكي فيها قصة النبيّ سليمان بن داود عليهالسلام وتسخير الحيوانات والجنّ والرياح إليه ، وحكمه بين المتخاصمين ؛ فيقول في بعضها : «... وهب لداود سليمان وجعله عبداً أوّابا ، وآتاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده إنّه كان وهّاباً ، وسخّر له الريح وجعلها رخاءً ليّنة لا تزعزع وصوابا ، وذلّل له الشياطين من كلّ بنّاء وغوّاص عطاءً حسابا ...».
٢ ـ تناصٌّ مع آية قرآنية بنصّها :
ليس موضوع هذا البحث الحديث عن التناصّ مع القرآن الكريم ؛ لذلك لا يمكن أن نحصر كلّ الآيات التي تناصّت معها خطب الشيخ أحمد بن عبد
__________________
(١) سورة الصَّافَّات : ١٣٩ ـ ١٤٦.
(٢) المخطوط : من ص٢٠ إلى ص٢٤.