تحقيقها ؛ فتوكَّلت على الله مستعيناً به وبأصحاب الدراية والاختصاص في هذا الفنّ.
ومن المناسب ذكره في هذا المقام قول الدكتور حسين علي محفوظ : «إنَّ تراثنا الضخم الفخم على كثرة ما ضاع منه وعلى كثرة ما فقد منه فإنَّ البقية الباقية من هذا التراث المحفوظة في مكتبات العالم لو نضِّدت بعضها فوق بعض لكانت أعلى من جبل هملايا ، ولو فرشت الكتب لغطَّت مساحة كبيرة من قارّة أوربّا»(١).
فلا زال الكثير من التراث ـ الذي قضّى العلماء أعمارهم فيه تأليفاً أو شرحاً أو غيرهما ـ لم ير النور ، ولا شكَّ أنّ خزانة العتبة العبّاسية فيها العشرات من النسخ غير المحقَّقة إلى الآن ، وما كان سعي العتبة في اقتناء هذه النسخ وبذل الأموال الطائلة لشرائها إلاّ لتضعها أمام الباحثين والمحقّقين فضلاً عن الحفاظ عليها.
والجدير بالذكر أنَّ هذا الأمر ـ التعريف بالنسخ الخطيّة التي ينبغي نشرها ـ هو ديدن البعض من أعلام المحقّقين ، وفي الزمن الذي هو ليس ببعيد ، فعلى سبيل المثال لا الحصر إنَّ السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمهالله (ت١٤١٦هـ) عرّف بـ : (٣٥) نسخة من المخطوطات الغائبة عن الأنظار والتي ينبغي أن تحقّق ، وذلك على شكل حلقات في مجلّة تراثنا.
وكذلك الشيخ محمّد علي اليعقوبي (ت١٣٨٥هـ) ، في (ديوان الشيخ
__________________
(١) صورة كربلاء المنسية : ٤٩ ـ ٥٠.