وبرهانٌ كلامي ، وكشفٌ عرفاني ، فقد جال الشيخ مَيْثَم البحراني وصال في ميادين العلوم المختلفة ، فغرف منها وأضاف إليْها الكثير.
والشيخ مَيْثَم البحراني من علماء البحرين ـ كما سيأتي بيانه ـ ، وكم هي غربة أنْ يجهل أهل الأرض علماءها بَيْنما يبجّلهم الآخرون ، وكم عالم خرّجتهم هذه الأرض المعطاءة ، تذكر المصادر والكتب أسماءهم وتستفيض في ذكر فضائلهم وآثارهم ، لا يعلم عنهم كثير من أبناء هذه الأرض ، وربّما علم بعضُ العالمين أسماءهم فقط وحفظ بعضهم شيئاً من أسماء مصنّفاتهم!
من هنا كان اختياري لشرح الشيخ مَيْثَم البحراني ، وتحديداً مقدّمته اللغوية التي ألّفها الشيخ في مقدّمة الشرح ، لما لهذا السِفر العظيم من أهمّية عظمى ، ولما لهذا (العالم الربّاني) ـ كما أجمعت كتب التراجم على وصفه ـ من باع طويل في العلم وإثراءات جزيلة فيه مكنونة في بطون كتبه.
ونظراً لطول المباحث اللغوية التي تناولها الشيخ مَيْثَم في مقدّمته وتعدّدها ، فقد اخترت (ثلاث) قضايا منها فقط حتّى تكون موضوعاً للبحث ، وقد عمدت في بحثها إلى القراءة المتمعّنة لكلام الشيخ مَيْثَم ، ثمّ تحرير المسائل كما يراها الشيخ ، مستفيضاً في شرحها وبيان ما أظنّه مراد الشيخ مَيْثَم ، وربّما ذكرتُ بشيء من الإيجاز الآراء الأخرى في المسألة مبيّناً أربابها ، ومرجعاً كل رأي يورده الشيخ إلى صاحبه متى ما ظهر لي ، رابطاً ما يورده الشيخ مَيْثَم من آراء بسابقيه ، ومبيّناً ريادة الشيخ فيما جاء من جديد.