وقد وقعت في يدي نسختان من شرح نهج البلاغة ، الأولى من منشورات مؤسسة النصر في طهران ، والأخرى من منشورات دار الثقلين في بيروت ، إضافة إلى نسخة من مقدّمة الشيخ مَيْثَم على نهج البلاغة من منشورات دار الشروق في القاهرة ، حقّقها الدكتور عبدالقادر حسين ، غير أنّه تحقيقٌ بسيط لا يتعدّى مقارنة بعض المخطوطات وتعريف بعض المصطلحات المنطقية ، ولهذا اعتمدت النسخة البيروتية لكونها منشورة من دار نشر عربية ؛ وليس ذلك طعناً في النسخة الأخرى ، وإنما زيادةً في التثبّت ، إضافة لما حوت النسخة الطهرانية من أخطاء إملائية.
وقد استعنتُ في هذا البحث بكتب التراجم وتصنيف الكتب ، إضافة إلى كتب التاريخ في سبيل مترجمة الشيخ ميثم ، كالأعلام للزركلي وفهرست علماء البحرين للماحوزي ، والذريعة إلى تصانيف الشيعة للطهراني ، إضافة إلى كتب أصول الفقه ، كمحصول الرازي ومستصفى الغزالي وسواهما ، وكتب علم المنطق ، كتحرير القواعد المنطقية لقطب الدين الرازي والمقرر في شرح منطق مظفر لرائد الحيدري ، إضافة إلى بعض كتب اللغة ، كخصائص ابن جنّي والصاحبي لابن فارس وغيرهما ، وسواها من الكتب والرسائل.
ولا أخفي أنّني صادفت مصاعب عديدة في دراسة المسائل اللغوية التي طرحها الشيخ مَيْثَم البحراني في مقدّمته على نهج البلاغة ، إذْ لم يكن من اليسير فهم كلام الشيخ مَيْثَم الموجز ، وتفصيل العبارة القصيرة الموجزة ، كذلك المصطلحات المنطقية والأصولية التي استخدمها الشيخ في مقدّمة