شخصيّات داخل البيت العيوني ، وهذا ما يفسِّر تعرّض إقليم البحرين عموماً وجزيرة (أوال) خصوصاً للهجمات المتكرّرة من خصوم الأمراء العيونيّين ، من القبائل البدوية بتأييد من بعض البيت العيوني ، إضافة إلى الحملات العسكرية الأتابكية المتكرّرة ، حتّى سقطت الدولة العيونية حوالي عام (٦٥٠ هـ) ، وعلى أنقاضها قامت الدولة العصفورية بزعامة عصفور بن راشد(١).
وبعيداً عن السرد التاريخي ، فإنّ المصادر التي ترجمت للشيخ مَيْثَم البحراني لم تُشر قط إلى علاقة ما جمعت الشيخ مَيْثَم بأهل السياسة في البحرين من أمراء أو وزراء أو سواهم ، سواءٌ في زمن الدولة العيونية أو في زمن الدولة العصفورية ، «ولعلّهم لم يكونوا من المهتمّين بالعلم والعلماء»(٢) ، لا سيّما وأنّ العيونيّين آنذاك كانوا في نزاعات داخلية ومع جهات خارجية في الوقت نفسه ، والعصفوريّين من بعدهم كانوا في مرحلة تثبيت الحكم ، ولعلّ الشيخ مَيْثَم لم يكن حينها هو الآخر مهتمّاً بالسياسة ، أو أنّ الظرف السياسي آنذاك كان يحتّم على الشيخ مَيْثَم عدم الاتصال بأهل السياسة.
وفي هذه الحقبة تحديداً ، كان هجوم التتار على البلاد الإسلامية ، واستباحة هولاكو لبغداد ، فكانت نكسة مدوّية أصابت جسد العالم الإسلامي ، حاول بعدها بعض المخلصين ترميم ما تبقّى بعدما تولّى آل الجويني شئون إدارة بغداد.
__________________
(١) راجع : تاريخ الخليج وشرق الجزيرة العربية : ٢٦٧ وما بعدها.
(٢) العالم الربّاني الشيخ مَيْثَم البحراني : ٨٧.