كقول علي عليهالسلام : الحمد لله غير مقنوط من رحمته ولا مخلوّ من نعمته ولا مأيوس من مغفرته»(١).
وإلى جانب استشهاده بآي القرآن الكريم ، وكلام أمير المؤمنين ، فإنّ الشيخ مَيْثَم يستعين أحياناً بشواهد من الشعر ، وذلك نحو قوله : «الثالث : المزاوجة بَيْن معنيَيْن في الشرط والجزاء كقول البحتري :
إذا ما نهَى الناهي فلجّ بىَ الهوَى |
|
أصاخت إلى الواشي فلجّ بِها الهَجْرُ(٢)(٣)». |
إضافة إلى ما سبق ، يمكن إضافة مظهر آخر في منهج الشيخ مَيْثَم في مقدّمته على نهج البلاغة ، مظهر جليّ هو الآخر ، وهو النزعة العقلية ، وهذه النزعة ظاهرة في المصطلحات والألفاظ المنطقية والفلسفية التي يستخدمها الشيخ حتّى في المسائل اللغوية ، كاستخدام ألفاظ (الماهية) و (ممتنع الوجود) و (ممكن الوجود) و (الحد) و (الرسم) و (العارض) و (العرضي) و (الفصل) وغيرها من الألفاظ الشائعة في مصنّفات علمي المنطق والفلسفة.
كما تظهر في التقسيم العقلي الذي قد يفترض أقساماً لا وجود لها في الخارج ، وإنّما تكون في الذهن فقط ، كتصوّرهم (شريك الباري) و (جبل من ياقوت) ، وكتقسيم الكلّي إلى (كلّي منطقي) و (كلّي عقلي) و (كلّي طبَعي) ، وسواه من التقسيمات ظاهرة الميول العقلية والمنطقية.
__________________
(١) نفس المصدر ١/٤٩.
(٢) ديوان البحتري ٢/٨٤٤.
(٣) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٤٨.