المواضع ، وهو أسلوبٌ معروفٌ بين العلماء وسمة تتميّز بها الأسفار المتقدّمة.
كذلك ، يُلاحظ كثرة استشهاده ، وهو أمر لا يحتاج إلى الاستقصاء ، فإنّ القارئ يجده سريعاً ، وهو أجلى ما يكون في القسم الثاني من القاعدة الأولى ، وهو القسم البلاغي من المقدّمة ، فكثيراً ما يستشهد الشيخ مَيْثَم بآيات من القرآن الكريم ، من ذلك مثلاً استشهاده في (أقسام النظم)(١) ، ففي الصفحة الواحدة قد تجد (ست) آيات كريمات ، وقد يستشهد بأكثر من آية واحدة للأمر الواحد ، من ذلك مثلاً قوله في وجوه أحد أقسام النظم : «الوجه الأوّل : المطابقة : وهي الجمع بَيْن المتضادّ في الكلام مع مراعاة التقابل حتّى لا يضمّ الاسم إلى الفعل كقوله تعالى : (فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً)(٢)وقوله : (سَوَاء منكُم مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْف بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)(٣) وقوله تعالى : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء)(٤)»(٥).
وممّا يستشهد به الشيخ مَيْثَم بكثرة ظاهرة أيضاً ، كلام صاحب النهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، من ذلك مثلاً قوله في وجوه أحد أقسام النظم : «الثالث عشر : مراعاة النظير : وهو جمع الأمور المناسبة المتوازنة
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٤٧ ـ ٥٠.
(٢) سورة التوبة : ٨٢.
(٣) سورة الرعد : ١٠.
(٤) سورة آل عمران : ٢٦.
(٥) شرح نهج البلاغة للبحراني ١/٤٨.