وقال : «حدّثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال : كان أبو المفضّل حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللّبسة.
سألت محمّد بن حمزة محمّد بن ظاهر الدقّاق عن أبي المفضّل قال : كان يضع الحديث وقد كتبت عنه ، وكانت له سمت الوقار وقال أيضاً : سمعت من يذكر أنّ أبا المفضّل لمّا حدّث عن ابن العرّاد قيل له من أيّهما من الأكبر أو الأصغر؟ وكانا أخوين ، فقال : من الأكبر ، فسئل عن السنة التي سمع منه فيها فذكر وقتاً مات ابن العرّاد الأكبر قبله بمدّة فكذّبه الدار القطني لذلك وأسقط حديثه.
إلى أن قال :
حدّثني أحمد بن محمّد العتيقي قال : سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفّي أبو المفضّل الشيباني ببغداد في التاسع والعشرين من شهر ربيع الآخر وكان كثير التخليط»(١).
أقول : يظهر من هذا أنّ سبب تكذيب الدار القطني يعود لاجتهاده وأنّه لا يقدح بوثاقة الرجل أمّا سبب اشتباه أصحابنا فلأنّ الرجل قد ذهب إلى بلدان كثيرة وحدّث بها عن المذهبين الشيعي والسنّي فاختلط على أصحابنا أحاديثه فاختلفوا فيه.
وإلاّ لو نظرنا إلى أحاديثه في كتبنا واعتماد مشايخنا عليه لم يحصل
__________________
(١) تاريخ بغداد : ٢ / ٨٦.