الناطق(١) ، فالحيوان والناطق هما تمام معنى الإنسان (بحسب التعريف المنطقي للإنسان) ، وإنْ شئت تخيّرت مثالاً آخر أوضح ، مثل : لفظ (البيت) ، فهو يدلّ على البناء المعروف بكل ما يتقوّم به من جدران وسقف وسواها. وإنّما سمّيت هذه الدلالة (المطابقة) لتطابق اللفظ والمعنى(٢).
وأمّا الثانية : فهي دلالة التضمّن ، وذلك «أنْ يكون المعنى جزءاً من المعنى الذي يطابقه اللفظ»(٣) ، نحو دلالة لفظ (الإنسان) على الحيوان وحده ، أو على الناطق وحده ، إذْ كلّ من الحيوان والناطق جزء من مفهوم الإنسان ، ونحو دلالة لفظ (البيت) على الجدران وحدها أو السقف وحده وهكذا. وهذه الدلالة فرعٌ عن دلالة المطابقة ؛ لأنّ الدلالة على الجزء بعد الدلالة على الكلّ(٤).
وأمّا الأخيرة : فهي دلالة الالتزام ، وذلك «على سبيل الاستتباع والالتزام ، بأنْ يكون اللفظ دالاًّ بالمطابقة على معنىً ، ويكون ذلك المعنى يلزمه معنىً غيره كالرفيق الخارجي ، لا كالجزء منه ، بل هو مُصاحبٌ ملازمٌ
__________________
(١) يعرّف علماء المنطق الإنسان بقولهم : هو الحيوان الناطق ، وهو تعريف بالحدّ التامّ ، أي بجميع ذاتيات المعرَّف ، ويقع بالجنس والفصل القريبين ، وهنا (الحيوان) الجنس و (الناطق) الفصل. راجع : المقرّر للحيدري ١/ ١٧٢ ـ ١٧٣ ، تحرير القواعد المنطقية : ١٢٣ وهنا الشيخ مَيْثَم يستعين بهذا المثال في إشارة واضحة إلى الفكر العقلي الذي يسيطر على الشيخ في تعامله مع اللغة.
(٢) المقرّر للحيدري ١/٥٣.
(٣) الإشارات والتنبيهات لابن سينا ١/١٣٩.
(٤) المقرّر للحيدري ١/٥٣.