المبحث الأوّل
دلالة اللفظ على المعنى
* أوّلاً : الدلالة اللفظية
يبدأ الشيخ مَيْثَم البحراني رحمهالله مسائله اللغوية بالبحث في دلالة اللفظ على المعنى ، وهو يحدّده بـ : (اللفظ الموضوع) ، أمّا (اللفظ) فقد احترز به من كلّ ما هو دون اللفظ من دلالات ، كدلالة رؤية الدخان على وجود نار وكدلالة حمرة الوجه على الخجل وغيرها مما بيّنّاه في التمهيد ، وأمّا بـ : (الموضوع) فقد احترز به من الدلالات اللفظية غير الوضعية ، أعني الطبَعية والعقلية ، ومنها (اللفظ المحرّف والمهمل ؛ لأنه دالٌ أيضاً على معنىً ، كحياة المتكلّم ، ولكن عقلاً لا وضعاً)(١) ، وأمثلة الدلالات اللفظية غير الوضعية مبيّنة في التمهيد.
فنحن إذن نبحث في الدلالة اللفظية الوضعية فحسب ، فنقول : اللفظ إمّا أنْ يدلّ على تمام مسمّاه ، أو على جزء مسمّاه ـ من حيث هو جزؤه ـ ، أو على الأمر الخارج عن مسمّاه اللازم له في الذهن ـ من حيث هو لازم له ـ ، فهذه دلالاتٌ ثلاث.
أمّا الأولى : فهي الدلالة المطابقة ، وذلك «أنْ يكون ذلك اللفظ موضوعاً لذلك المعنى وبإزائه(٢) ، نحو : دلالة لفظ (الإنسان) على الحيوان
__________________
(١) شرح الرضي على الكافية ١/٢٣.
(٢) الإشارات والتنبيهات ، شرح : نصير الدين الطوسي ، ق١/ ١٣٩.