قرأ في دار لبعض الرؤساء وكان هناك جماعة من أهل العلم فقالوا له في أيّ نوع من العلوم تتذاكر فقال المعافا لذلك الرئيس : خزانتك قد جمعت أنواع العلوم وأصناف الأدب فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها وتأمره أن يفتح بابها ويضرب بيده إلى أي كتاب قرب منه فيحمله ثمّ تفتحه وتنظر في أيّ نوع هو فنتذاكر ونتجارى فيه قال ابن روح : وهذا يدلّ على أنّ المعافا كان له معرفة بسائر العلوم».
وقال : «وحدّثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد الدلوي قال : كان أبو محمّد البافي يقول : لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافا بن زكريّا.
سألت البرقاني عن المعافا فقال : كان أعلم الناس ، قلت : وكيف حاله في الحديث ، فقال : لا أعرف حاله ، وقال لي : كان البافي يقول لو أوصى رجل في ماله بأن يدفع إلى أعلم الناس لأفتيت أن يدفع إلى ابن طرّاز.
قال البرقاني : لكن كان كثير الرواية للأحاديث التي تميل لها الشيعة.
سألت البرقاني عنه مرّة أخرى فقال : ثقة لم أسمع منه شيئاً.
قال لنا ابن روح : سمعت المعافا يقول : ولدت سنة ثلاث وثلاثمائة هكذا أحفظ عنه.
وحدّثني من سمعه يقول : ولدت في سنة خمس وثلاثمائة ، قال ابن روح : وهو أشبه بالصواب.
وحدّثنا الحسن بن محمّد الهلال وأحمد بن محمّد العتيقي قالا : مات