العلمية بين علماء الأديان والمذاهب ويركّزون على المسائل الأساسية التي أدّت إلى اختلاف المسلمين وتأييد من يظهر على غيره بالدليل.
وممّن شارك في المناظرات الشيخ الصدوق الذي كان يحترمه ركن الدولة ، ومن جملة المناظرات مناظرة ابن عبد الله البصري وعلي بن عيسى الرمّاني عام (٣٦٠ هجري) ، ومناظرة أبي اسحاق النصيبي وأبي بكر الباقلاّني في شيراز.
وقد سعى زعماء بني بويه إلى إحياء أمر الشيعة وشعائرهم ، ففي محرّم من عام (٣٥٢ هجري) «كان معزّ الدولة من جملة الخارجين في بغداد للعزاء والنوح على سيّد الشهداء واستمرّ الحال كذلك لسنوات كثيرة»(١).
فقد قوي أمر الشيعة في تلك الفترة وتجاهروا بشعائرهم الدينية ومراسيمهم المذهبية وكانت تقع فتن كثيرة مع أهل السنّة في بغداد أدّت إلى سفك الدماء وإزهاق النفوس.
إنّ مدّة حكم البويهيّين من (٣٣٤ هجرية) إلى (٤٤٧ هجرية) وفي هذه السنة قد تمكّن السلاجقة وهم من أهل السنّة من السيطرة على الحكم.
كانت هذه الفترة مزدهرة بالعلم والعلماء والمناظرات العلمية والحرّية الفكرية ، ففي هذه البيئة الخصبة والحرّية الفكرية نشأ وترعرع وعاش المصنّف واستطاع أن يأخذ من مشايخه من دون مضايقة ويشهد كتابه على
__________________
(١) انظر المنتظم ١١ / ٢٧٦ ، البداية والنهاية ٤ / ١٥٠.