وثلاثمائة ، ومن الحوادث فيها أنّه صارت فارس في يد علي بن بويه ، وأصفهان والجبل في يد الحسين بن بويه ، والموصل وديار بكر وديار ربيعة وديار مضر والجزيرة في أيدي الحمدانيّين ، ومصر والشام في يد محمّد بن ضغج ، والأندلس في يد عبد الرحمن بن محمّد الأموي من ولد هشام بن عبد الملك ..... ولم يبقَ بيد الخليفة سوى مدينة السلام وبعض السواد».
ومن هذا النصّ يبدو أنّ الدولة الإسلامية قد انقسمت إلى دويلات صغيرة وبسبب هذا التمزّق وتوسّع دولة على دولة فقد حاول البويهيّون الذي يعود أصلهم إلى (شجاع) توسيع دولتهم ففي عام (٣٢٤ هجري) استولى أحمد البويهي على كرمان بأمر من أخيه علي وفي سنة (٣٢٦ هجرية) استولى أحمد على خورستان ، وفي عام (٣٢٩ هجري) تقدّم حسن نحو طبرستان ثمّ توجه أحمد نحو بغداد قاصداً الاستيلاء عليها فلمّا دخلها فتحها عام (٣٣٤ هجري) وأوكل المستكفي الحكومة إليه ومعترفاً له بها وأطلق على علي لقب (عماد الدولة) ولم تمض إلاّ مدّة قليلة حتّى خلع وأتى بعده (المطيع لله) ومن الجدير بالذكر أنّ الأمر والنهي كلّه كان بيد آل بويه.
ولابدّ من الإشارة إلى أنّ بني بويه كانوا على مذهب التشيّع فقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية(١) : «وكلّهم فيهم تشيّع ورفض» أي آل بويه.
وكانوا يحبّون العلم والعلماء وكانوا يقيمون المناظرات والمجالس
__________________
(١) البداية والنهاية ١١ / ٣٥١.