طه والنمل والقصص ، والخامسة في سورتي الأعراف وطه ، فجاءت هذه القصص بكرامة الوحي الإلهي منزّهة عن كلّ خرافة وكفر وعن كلّ ما ينافي قدس الله وقدس أنبيائه(١).
وفي هذا الموضوع يحيل البلاغي كثيراً إلى مؤلّفاته التي تعنى بشكل كبير بهذه المواضيع(٢).
يُشار إلى أنّه قدس سره كتب تفسيره هذا بعد كتابيه الهدى والرحلة المدرسية وذلك بدلالة إحالته إليهما في مواضع كثيرة.
ولهذا الأمر نراه قد أسهب في الإعجاز التاريخي للقرآن الكريم فكان ناقداً بارعاً وموضوعيّاً دقيقاً(٣).
إعجازه من وجهة الاحتجاج
مقايسةً مع احتجاجات المسيح عليهالسلام يعقد المفسّر البلاغي مع ما ورد عن المسيح ـ حاشا قدسه ـ في الأناجيل(٤) وممّا ذكرته من الحجج الساقطة والفاسدة على أمور أكثرها ضلال كالاحتجاج على تعدّد الآلهة وعلى تعدّد الأرباب وعلى المنع من الطلاق(٥).
__________________
(١) مقدّمة آلاء الرحمن ١ / ١.
(٢) مثل : كتاب الهدى والرحلة المدرسية.
(٣) لاحظ : آلاء الرحمن ١ / ٣٩ ـ ٤٠ ـ ٤٢ ـ ٤٣ ومقالات مؤتمر البلاغي : ٢١.
(٤) وهي : انجيل مرقص وانجيل متّي وانجيل لوقا وانجيل يوحنّا.
(٥) مقدّمة آلاء الرحمن ١ / ١٣.