وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)(١). ويعقب بقوله :
«أنّ القرآن الكريم أقام أشرف مدرسة زاهرة ، وأعلا فلسفة مرشدة ، وأبلغ خطابة واعظة ... ، بينما التوراة الرائجة التي فيها وشلٌ من تعاليم التوراة الحقيقية ... فأمرت بني إسرائيل ... بالوشاية وشهادة الزور ...»(٢).
ويستطرد الشيخ حول الأناجيل أيضاً :
«ولك العبرة أيضاً بأنّ الأناجيل الرائجة قد أفرطت بتصوّفها البارد فنهت عن ردع الظالمين بالانتصاف من الظالم ، وقطع مادّة الفساد بالحدود الشرعية ودفاع الظالمين ، بل علّمت : بأنّ من لطمك على خدّك الأيمن فأدر له الآخر أيضاً ، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً ، ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه»(٣).
إعجازه من وجهة علم الغيب
وهي من آخر الدلائل التي يشير إليها بالتفاصيل شيخنا البلاغي حول الإعجاز؛ فاستشهد بجملة من المغيّبات في القرآن الكريم التي أثبتت بمرور الأيّام صدقيّتها وحقيقتها وحتميّتها كما في الآية ٢ و ٣ من سورة الروم :
__________________
(١) سورة النحل : ٩٢.
(٢) مقدّمة آلاء الرحمن ١ / ١٥.
(٣) مقدّمة آلاء الرحمن ١ / ١٥.