الفصل الثاني
تفسير آلاء الرحمن
مقدّمة تمهيدية
مباحث التفسير :
التفسير لغةً : البيان والكشف(١) ، وفي القرآن الكريم جاء هذا المعنى في قوله تعالى (وَلاَ يَأْتُوْنَكَ بِمَثَل إلاّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيْرا)(٢).
فتفسير الكلام ـ أيّ كلام كان ـ معناه الكشف عن مدلوله وبيان المعنى الذي يشير إليه اللفظ.
أمّا التفسير اصطلاحاً : علمٌ يبحث فيه عن القرآن الكريم بوصفه كلاماً لله تعالى ، وبهذا الاعتبار يتميّز عن علم (الرسم القرآني) الذي يُعنى بكلامه تعالى من حيث إنّه حروف ، في حين علم (القراءة والتجويد) يتميّز عنه بوصفه معنيّاً بقراءات الكلام الإلهي(٣) ، وهناك تعريفات أخرى كثيرة لكنّنا نرى أنّ هذا التعريف فيه جامعيةٌ واختصار(٤).
ومن خلال قراءة تاريخية لتطوّر علم التفسير عند المسلمين يمكن تقسيم المراحل التي مرّ بها إلى :
__________________
(١) لسان العرب : مادة فسّر.
(٢) سورة الفرقان : ٣٣.
(٣) علوم القرآن.
(٤) قارن في هذا المعنى ما ذكره السيّد الطباطبائي من تعريف في الميزان المقدّمة : ٤.