الشريف(١).
إنّ هذا التطوّر في الحركة التفسيرية سرعان ما كفّ عن الاستمرار مع تفاقم الحاجة إلى فهم جديد للقرآن في ظلّ بروز المعطيات الفكرية الجديدة للانتصارات التي حقّقتها المناهج المعرفية الحديثة ونأى المسلمون عنها ونأت عنهم.
في ظلّ هذه الأجواء طرح الشيخ البلاغي محاضراته في التفسير : (آلاء الرحمن) وتمّ تدوينها بعد ذلك.
وقام بعده الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر بحركة جديدة في التفسير من خلال المنهج الموضوعي(٢) أو ما اصطلح عليه بـ : (التفسير الموضوعي) أو (التوحيدي) ويعني به ـ الشهيد الصدر ـ «إنّ المفسّر يبدأ من الموضوع والواقع الخارجي ويعود إلى القرآن الكريم وهو توحيدي باعتبار أنّه يوحّد بين التجربة البشرية وبين القرآن الكريم لا بمعنى أنّه يخضع القرآن للتجربة البشرية بل بمعنى أنّه يوحّد بينهما في سياق بحث واحد لكي يستخرج نتيجة هذا السياق الموحّد من البحث المفهوم القرآني الذي يمكن أن يحدّد موقف الإسلام تجاه التجربة أو المقولة الفكرية التي أدخلها في سياق بحثه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يسمّى (موضوعيّاً) باعتبار أنّه يختار مجموعة من
__________________
(١) المدرسة الإسلامية : ٨.
(٢) محمّد باقر الصدر حياة حافلة فكر خلاّق : ٥٨٧.