في قوله تعالى : (قَالَ الَّذِيْنَ يَظُنُّوْنَ أنَّهُمْ مُلاقُوا اللهَ)(١) يذكر الشيخ : «أي الذين لم يلههم الأمل ، بل قرّبوا الموت في كلّ حين إلى ظنّهم ، شوقاً إلى الله برفع الحجاب الشهواني كما قدّمناه في ٤٣ ، قالوا من قوّة إيمانهم وثبات عزمهم وحسن ظنّهم بالله»(٢).
وفي معالجته للنصّ القرآني (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا ...)(٣) يقول شيخنا المفسّر : «أيّها المسلمون (أنْ تَدْخُلُوا الجَّنَّةَ)وتنالوا درجاتها الرفيعة جزاءً ومكافأةً بدون إخلاص ثابت وصبر وثبات على نصر الدين وشدائده وبدون تمحيص للصادق من الكاذب (يَمُنُّوْنَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلاَمَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ) بلطفه (لِلإيْمَانِ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِيْنَ)الحجرات. (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الْمُجَاهِدِيْنَ مِنْكُم وَيَعْلَمَ الصّابِرِيْنَ)؛ أي ولمّا يجاهد المجاهدون منكم ويصبر الصابرون فيكون قد علم بعلمه التابع في الأزل أنّهم سيجاهدون ويصبرون باختيارهم رغبةً في ما عند الله ونصراً لدين الحقّ»(٤).
وخذ إليك أنفاسه في تهذيب النفس وتزكية الباطن فعند الآية المباركة (إنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُوْنَ) يقول :
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٤٨.
(٢) آلاء الرحمن ١ / ١٠٨.
(٣) سورة البقرة : ٢١٢.
(٤) آلاء الرحمن ١ / ١٩١.