وأضحت مداولاته كاشفةً عن فقه مقارن يمثّل إحدى مرتكزات الوحدة والتقريب.
المبحث الثالث
اللمحات العرفانية في تفسير (آلاء الرحمن)
ليس البلاغي من أولئك الذين ادّعوا المكاشفة وأصحاب الباطن وأرباب الطريقة ، بل إنّ الأخلاق والعرفان منجز عنده تنظيراً وتطبيقاً ، فلأوّل وهلة يطالعك الآلاء مُصدّراً باسمه المبارك متجرّداً ـ محمّد جواد البلاغي النجفي ـ هكذا عن كلّ لقب وعن أيّ نعت أو أيّة إضافات ، وهي تشير إشارة حقيقية إلى الجذبات العرفانية ، حتّى أنّه ابتداءً لم يشرع بتدوين اسمه على مؤلّفاته خشية الذاتيات ، وأنّك لواجد في ثنايا بحوثه لفتات معمّقة ولمحات عرفانية : «أنّه عرفاني من العرفاء وأصحاب الحكمة ، يستحضر كلّ مفردات المتألّهين في عبادته ، ويسلك مهيع المتهجّدين في معاملاته ، كان يحمل على علمه وفقهه شؤون بيته ، ومن مؤلّفاته حذف اسمه لاغياً لإنّيّته ، بيد أنّ الحاجة دعت إلى ذلك فاضطرّ إلى توقيعه ، وفي مطارحاته يدعو في البدء لخصمه ويحيّيه ويطلب التوفيق والتسديد له»(١).
__________________
(١) مقدّمة التوحيد والتثليث في الرد على النصارى ، والمقدّمة على الأخص تظهر البلاغي النجفي من دعاة حوار الأديان.