ومنها الميزان للطباطبائي ، إذ وصفته بأنّه «قوّة علمية متعمّقة في البحث مع السهولة واليسر والبعد عن التشدّد والتخفّف من المذهبية الخاصّة إلى حدّ بعيد ، والرجوع إلى القرآن نفسه بتفسير بعضه ببعض»(١) ، ومن إرهاصات المنحى الوحدوي في آلاء الرحمن :
أوّلاً : اعتماده على المصادر غير الإمامية كاعتماده على مصادر الإمامية ، والتي بلغت بمجموعها ٢٠٤ مصدراً جلّها من المذاهب الأخرى.
ثانياً : كان ينأى عن التعصّب والتقليد الأعمى ، وكان رائده الحقّ أينما كان ، والحكمة ضالّة المؤمن.
ثالثاً : متبنّياته منهجية (أنا والآخر) أوّلاً وعرفانيّته وتواضعه ثانياً ، جعلاه محاوراً فريداً ومناظراً عنيداً.
رابعاً : عدم اطلاقه الأحكام جزافاً بسبق العلم منه ، وإنّما يعرض وجوه الرأي فيستقبل الرأي الصائب ويقطع بالقول الصادع.
خامساً : ما ذكر الصحابة الكرام إلاّ وأعقبها بالدعاء لهم ، وكان بعيداً غاية البعد عن التهجّم والقذف والسباب والتحامل حتّى مع أعتى خصومه.
سادساً : من دعاة حوار الأديان أو ما عرف اليوم بحوار الحضارات والثقافات(٢) من خلال مخاطبته لأهل الكتاب.
سابعاً : تمكّن البلاغي من التنظير للتفسير المقارن ـ لو جاز التعبير ـ
__________________
(١) مجلة رسالة الإسلام العدد ١٢ سنة (١٩٥٦م) القاهرة.
(٢) الذي دعا إليه في أيّامنا هذه سماحة السيّد محمّد خاتمي.