وقراءتنا لهذا النتاج الضخم والأثر الناهض على محدوديّته (بجزئين) : أنّه جمع بين المعقول والمنقول وهو يصلح للمبتدئين وللمنتهين نظراً لتركيزه الشديد ودقّة عبارته واختصاره غير المخلّ.
أمّا المؤاخذات التي عليه فقد لاحظ البحث عدم التعرّض إلى أغراض السور ، وأسباب النزول ، والمكّي والمدني ، والقراءات القرآنية ، والحجّة ، كما تعرّض لها مثلاً صاحب مجمع البيان الذي يعدّ أحد المصادر المهمّة لآلاء الرحمن.
وسوف نسهب في الحديث ونفصّل الموضوع ونقترب من مقاربات المنهج التفسيري عند البلاغي رضياللهعنه.
المبحث الثاني
المنحى الوحدوي في تفسير (آلاء الرحمن)
لعلّ التفاسير تشكّل أقوى دعامة وثابتة مشتركة تلتفّ حول مركزيّتها المذاهب الإسلامية ، ولم لا وهي تلتقي حول (مأدبة الله)(١).
وعندما أُنشئت دار التقريب بالقاهرة في أربعينيّات القرن المنصرم ـ وهي حين ذاك بادرة استثنائية وفاصلة تاريخية ـ انتخب مجمع البيان(٢)كتفسير أمثل للمذاهب كلّها ، وقد امتدحت الدار التفاسير الإسلامية الإمامية
__________________
(١) المقولة لحبر الأمّة عبد الله بن عبّاس.
(٢) للشيخ الطبرسي من أعلام ق٦ هـ.