التوحيدي؛ وذلك واضح من خلال معالجته للعناوين والموضوعات التالية :
الشفاعة ، التوحيد ، السبط ، العول ، التعصيب ، الحجّ.
وفي حقيقة الحال أنّ البلاغي على الرغم من طابعه الفقهي المميّز فهو المجتهد المطلق ووريث مملكة الفقه (النجف) فإنّه جمع كلّ هذا الطيف في تفسيره المميّز : من تاريخ أديان ، وكتب العهدين ، والبلاغة وأسرارها ، والعربية وصرفها ، والحديث ورجاله ، وما شئت فعبّر.
وأنّه ليعتمد طريقة (الفنقلة) التي تعدّ من سمات التفكير المنطقي والبحث العقلي بنحو : فإن قيل ... قيل لهم وما إلى ذلك.
وتراه دائماً يقطع برأيه بعد كلّ خلاف فيقول : أقول ويستطرد بذكر آرائه.
ورأيته دائب التوثيق للمصادر والمراجع وذلك من ثوابت المناهج الأكاديمية اليوم على العكس من بعض المفسّرين الكبار ومنهم الطباطبائي في الميزان فهو يدلي بالمعلومة من غير أن يذكر المصدر أو يتذكّره لأنّها صارت جزءاً من ثقافته(١).
وعند اعتماده المصادر والمراجع فإنّه يتعرّض لآرائها إذا كانت سلبية ـ على الأعمّ الأغلب ـ ثمّ ينقضها ويقوّضها فلا يستبدّ به الأسلوب البلاغي أو جماليّات التراكيب.
__________________
(١) البحث الدلالي في تفسير الميزان للدكتور مشكور العوّادي نقلاً عن علي الأوسي : الطباطبائي ومنهجه في التفسير.