السور حيث قال : «وحيث إنّ الآية السادسة من سورة المائدة لها مشاركة مع آية التيمّم(١) في كثير من الأحكام آثرنا أن نتعرّض لتفسيرها في هذا المقام قياماً بحقّ المناسبة ، وما نحاوله من الاختصار وتعجيلاً للخير ومن الله التوفيق والتسديد»(٢).
إلى هنا وقد جفّ المداد وتعطّل يراعهُ الثبت رضياللهعنه.
المبحث الأوّل
التوصيف الإجمالي لمنهج (آلاء الرحمن)
يصنّف البعض تفسير (آلاء الرحمن) ضمن المذهب التفسيري الاجتماعي مقارناً بتفسير (الذكر الحكيم) للشيخ محمّد عبده (ت ١٣٢٣ هـ) ، وبوصف عبده والبلاغي مجدّدان بلحاظ البعد الزمني المشترك في مطلع القرن العشرين(٣) ، وقد اعتمد البلاغي المفسّر في آلاء الرحمن المنهج التجزيئي ، وقد بيّنّا سابقاً ما هو المنهج التجزيئي ، وما قصد إليه البلاغي كان متناغماً مع طريقة القدماء في تجزئة التفسير ، غير أنّ البحث هاهنا يرى أنّ منهجيّته في التفسير وإن كانت تجزيئية إلاّ أنّها أقرب إلى التفسير الموضوعي أو
__________________
(١) (وَإِن كُنتُم مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَر أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم إِنّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً غفُوراً) ، سورة النساء : ٤٤.
(٢) آلاء الرحمن ٢ / ١٤٧.
(٣) المبادئ العامّة لتفسير القرآن الكريم : ١٤٦.