طلب الأخذ واستدعاءه ومعالجته ، ولذا اختصّ القرآن بلفظ التوفّي وهو الأخذ تامّاً ووافياً إمّا من عالم الحياة وإمّا من عالم اليقظة ، وإمّا من عالم الأرض والاختلاط بالبشر إلى العالم السماوي(١).
ثمّ نعى على المفسّرين اضطرابهم في (اللمس) و (المسّ) وهما مفردتان أولى عناية فائقة لمواردهما في القرآن ، وكذلك أنكر على اللغويّين أيضاً خبطهم ، وقد حقّق في مراجعة العرف المتبادر وتتبّع موارد الاستعمال قديماً وحديثاً لينتهي إلى معناهما؛ قال البلاغي : «ففي النهاية مسست الشيء إذا لمسته بيدك ، وفي القاموس لمسه : مسّه بيده ، وقال الفارابي : اللمس المسّ» ويذكر بهذا الصدد عدّة معاجم لغوية وأمّهات المصادر ثمّ يقطع : «وغير خفيّ أنّ المعروف والمتبادر تبادراً يجزم معه بعدم النقل عن المعنى اللغوي الأصلي هو أنّ اللمس هو الإصابة بما به الإحساس من البدن بقصد الإحساس للملموس لا خصوص اللمس باليد ولا مطلق المسّ نعم كثير من موارد اللّمس ما يكون باليد باعتبارها أنّها آلة عادية وأقوى إحساساً ، كما أنّ المسّ هو : مطلق الإصابة لا بقصد الإحساس»(٢).
ويعتقد البلاغي أنّ كثيراً من الألفاظ القرآنية فُهم منها معنى معيّن بسبب النزول ، فدلالتها كانت قرينة حالية(٣).
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ٣٤.
(٢) آلاء الرحمن ١ / ٣٣.
(٣) وأرجّح أنّ السيّد الطباطبائي في الميزان تابعه على هذا المعنى في بحثه الدلالي.
أنظر : الآلاء ١ / ٤٣ ، المبحث الدلالي في تفسير الميزان : ١٧٢.