ويستنطق الأحاديث في تفسير المفردة ومن ذلك في معالجة مفردة الظلم؛ فهو يبيّن أنّ الظلم في اللغة : «يساوق وضع الشيء في غير محلّه ، وضدّ الإنصاف أو العدول ، ومنه الحديث : لزموا الطريق فلم يظلموه أي لم يعدلوا عنه»(١) جاء ذلك خلال بحثه القرآني في الآية المباركة (فَتَكُوْنَا مِنَ الظَّالِمِيْن)(٢).
ويستشهد بالشعر العربي وعلى وجه أخصّ بالشعر الجاهلي لترصين موقفه اللّغوي ففي النصّ المبارك : (يَسُوْمُوْنَكُمْ سُوْءَ الْعَذَاب)(٣) يوضّح البلاغي : قريب من معنى يولونكم سوء العذاب. قال عمرو بن كلثوم :
إذا ما الملك سام الناس خسفاً |
|
أبينا أن يقرّ الخسف فينا(٤) |
المبحث التاسع
المعالجة النحوية
من خلال قراءة واعية لـ : (آلاء الرحمن) يتّضح البلاغي كونه أنحى المفسّرين وأبلغ الفقهاء ، فهو إمام في العربية يردّ على سيبويه ويناقش الزمخشري وآراءه لا يعتريها اللبس والإبهام.
أخذ على النحاة تهافتهم ومنهم شرّاح ألفية ابن مالك عند قول الراجز :
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ٨٦.
(٢) سورة البقرة : ٣٦.
(٣) سورة البقرة : ٣٩.
(٤) آلاء الرحمن ١ / ٩١.