(جاءوا بمذق هل رأيت الذئب قط؟) ، ومن مؤاخذاته الكثيرة على الزمخشري قضية (لا) المتكرّرة في القرآن على نحو واحد كقوله تعالى (لا أقسم)(١) واعتبرها الزمخشري مزيدة ، وتابعه على ذلك جماعة من النحاة والمفسّرين ، بينما اتّسم رأي البلاغي عكس ذلك ، كذلك في قوله تعالى : (فَبِمَا رَحْمَة مِنَ الله)(٢) يعتقد البلاغي عدم زيادة ما ، وإنّ دعوى الزيادة تلك جرّأت الكثير من المعارضين للقرآن(٣).
وقضية الواو في (وَلِيُنْذَرُوا بِهِ)(٤). باعتبار أنّها زائدة كما حكاه الشريف الرضي ، في ما اعتبرها البلاغي واو عطف على محذوف يدلّ عليه سياق القرآن بكرامة منهجه وبراعة أسلوبه(٥).
ومن معالجاته النحوية : اعتباره (لو) ليس فيها معنى التمنّي كما هو ظاهر ، وبدليل إنّ ما يقع بعد الفاء متفرّعاً على ما بعدها لم يجيء من القرآن إلاّ مرفوعاً في (ودّوا لَوْ تَكْفُرُوْن).
و (لو) كيفما كانت لا تدخل على الجملة الاسمية ، بل لابدّ فيها من تقدير فعل ، فالتقدير (لو يمكن) أو (لو يتيسر) كما تقول : تودّ أن يتيسّر أنّ
__________________
(١) الواردة في بعض الآيات مثل (فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) في سورة الواقعة.
(لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) في سورة البلد.
(٢) سورة آل عمران : ١٥٧.
(٣) آلاء الرحمن ١ / ٣٦٠.
(٤) سورة إبراهيم : ٥٢.
(٥) آلاء الرحمن ١ / ٤١.