بينها وبينه أمداً بعيداً ، وعبّر بذلك التعبير لخصوصية (لو) و (ظهور المقام) وخصوص الجملة الاسمية في الكلام.
وعند تفسيره : (أيّاماً مَعْدُوْدَات) و (أَنْ تَصُوْمُوا)(١) مصدره في مقام المبتدأ وعدل إلى الفعل ليتجلّى منه الصدور من الفاعل والترغيب في اختياره في المستقبل ، وأنكر عليهم اعتبار (الذي) بمعنى (الذين) في (كَالَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارَاً) ، وهو يذهب إلى أبعد من ذلك في صميم (فلسفة النحو) كما في العطف عند قوله تعالى (وَالَّذِيْنَ يُؤْمِنُوْنَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ)(٢) حيث رأى بأنّ : «واو العطف استلفاتاً إلى فضيلة هذه الصفة ، فإنّ التعدّد بالعطف يمثّل للذهن كلاًّ من الصفات مستقلّة بمزاياها لا كما إذا طرحت من غير عطف»(٣).
وفي صيغة المضارع عند قوله تعالى : (هُمْ يُوْقِنُوْنَ)(٤) يقول : «صيغة المضارع تدلّ على ثبات اليقين ودوامه»(٥).
وفي معالجته للنصّ القرآني (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِلْءُ الأرْضِ ذَهَباً) يقول : «دخلت (الفاء) في الخبر لخروج المبتدأ باعتبار صلته مخرج الشرط». وفي الآية (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ
__________________
(١) سورة البقرة : ١٨٢.
(٢) سورة البقرة : ٤.
(٣) آلاء الرحمن ١ / ٦٥.
(٤) سورة البقرة : ٥.
(٥) آلاء الرحمن ١ / ٦٥.