لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(١) يعرض وجوهاً مختلفة : «وقيل إنّ (إذ) مفعول به أي : (اذكر في القرآن ذلك الحين للناس) كقوله تعالى : (وَاذْكُر فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إذِ انْتَبَذَتْ ...) ، ولكن يلزم من هذا القول أن يكون الذكر مختصّاً بقول الله تعالى للملائكة (إنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيْفَةً) ويكون ما بعده أجنبياً لأنّه لم يفرّع عليه ليكون مرتبطاً كالارتباط الذي في قوله تعالى : (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ) ، فالمناسب إذاً أن تكون (إذ) ظرفاً متعلّقاً بمحذوف يدلّ عليه سوق الكلام الذي يفسّره ، وذلك بأن يكون التقدير : (وحين قال ربك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة)»(٢).
المبحث العاشر
البلاغة في تفسير البلاغي
١ ـ لا يغفل الشيخ المفسّر الأسلوب البياني وأبواب البلاغة من مثل (الحذف) وذلك في تفسيره لقوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)(٣) فهو يستنطق عند معالجته لهذا النصّ الحارث بن حلّزة اليشكري :
لا تخلنا على غرّاتك إنّا |
|
قبل ما قد وشي بنا الأبرار(٤) |
__________________
(١) سورة البقرة : ٣٠.
(٢) آلاء الرحمن ١ / ٨٣.
(٣) سورة البقرة : ٣٠.
(٤) آلاء الرحمن ١ / ٨٣.