ويفرد البلاغي حقلاً معنوناً بعنوان (تنبيه) يقول فيه :
«لنذكر له شيئاً من شعرهم لمناسبة المقام وتوطئة لما يأتي في بلاغة القرآن الكريم من نوع (الحذف)؛ قال لبيد بن ربيعة العامري :
قالت :
غداة أنتجينا عند جارتها |
|
أنت الذي كنت لولا الشيب والكبر»(١) |
فحذف خبر (كنت) أي (جميلاً) ـ ونحو ذلك ـ وغيّرك الشيب والكبر.
٢ ـ ومن جمالية النصّ القرآني يستوحي البلاغي (المجاز) في قوله تعالى : «(ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ)(٢) أي جهة العلوّ ، والتعبير بالاستواء مجاز باعتبار توجيه إرادته وحكمته إلى خلق السماوات في العلوّ»(٣).
٣ ـ ومن الصور البلاغية التي يرسمها البلاغي (الكناية) ، فعند تفسيره للنصّ المبارك : (فَالآنَ بَاشِرُوْهُنَّ ...)(٤) يقول : «الأمر للإباحة ، والمباشرة إيصال بشرة ، إلى بشرة وهي ظاهر الجلد ، كنّى بذلك عن الجماع لأنّ المباشرة من مقدّماته اللازمة»(٥).
وشبيه من ذلك قوله تعالى : (ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ)(٦) «التولّي
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ٨١.
(٢) سورة البقرة : ٢٩ ، سورة فصّلت : ١١.
(٣) آلاء الرحمن ١ / ٨٧.
(٤) سورة البقرة : ٨٦.
(٥) آلاء الرحمن ١ / ١٦٣.
(٦) سورة البقرة : ٦٤.