بمعنى الاستدبار ، واستعمل هنا كنايةً عن الإعراض عمّا أخذ عليهم من الميثاق»(١). والقصّة كما هو معروف حول بني إسرائيل.
وقد أفاد البلاغي في تفسيره البياني البلاغي من آليّات التعبير الكنائي فعند معالجته النصّ القرآني (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ ...)(٢) معتمداً على ما طرق في الدرّ المنثور وأخرجه ابن جرير وابن الأنباري من طريق مجاهد عن ابن عبّاس قوله : «أنا ممّن يعرف تأويله» ، وكذلك أخرجه أحمد والطبراني وأبو نعيم في الحلية عن ابن عبّاس أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال : «اللهمّ اعط ابن عبّاس الحكمة وعلّمه التأويل» ، وما أخرجه الحاكم في مستدركه وابن أبي شيبة : «اللّهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل».
ويعلّق الشيخ البلاغي : «لو كان علم التأويل منحصراً بالله ولم يعلّمه رسوله والراسخين في العلم لما دعا به رسول الله(صلى الله عليه وآله) لابن عبّاس وما معنى الدعاء بما لا يُرجى وقوعه»(٣).
٤ ـ كشف عن المطابقة الدلالية في مناسبة اللفظ للموضوع أو مناسبة اللفظ للحكم كاستعمال مفردة عوضاً عن أخرى يستوجبها السياق ويقتضيها النظم.
٥ ـ ومن أطروحاته البلاغية حول التعبير المجازي والتعبير الحقيقي :
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ٩٩.
(٢) سورة آل عمران : ٧.
(٣) آلاء الرحمن ١ / ٢٥٧.