«لا يجوز استعمال اللفظ في المعنى الحقيقي والمعنى المجازي معاً»(١) وذلك عندما يتعرّض إلى قوله تعالى : (يُخادِعُونَ الله وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ)(٢) فقد قال بعض المفسّرين : إنّ المخادعة جاءت هنا على نحو التجوّز والاستعارة باعتبار أنّ قولهم ذلك يشبه المخادعة وإن لم يريدوها.
٦ ـ ثمّ يتعرّض إلى الجملة الخبرية والجملة الإنشائية كما في الآية : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّة وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(٣) فيقول في ذلك حول بلاغية النصّ : «وحده لا شريك له في العبادة والإلهية والجملة خبرية يراد بها النهي ، والخبرية في مقام الطلب أبلغ من الإنشائية ، هي والجمل المعطوف عليها معمولة للقول المدلول عليه بأخذ الميثاق»(٤).
٧ ـ وفي التصوير القرآني يتفاعل مع الآية التالية : (قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إيْمَانُكُم إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ)(٥) «وأين منكم الإيمان ولكن قيل : (إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِيْنَ) للمجاراة في خطابهم والتنازل من النفي إلى صورة التشكيك ، وهذا
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ١٠٠.
(٢) سورة البقرة : ٩.
(٣) سورة البقرة : ٨١.
(٤) آلاء الرحمن ١ / ١٠٤.
(٥) سورة البقرة : ٩٢.