من بديع الأساليب في التقريع والتوبيخ»(١).
٨ ـ وعند قوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِيْنَ وَالْقَنَاطِيْرِ الْمُقَنْطَرَةِ ...)(٢) يؤكّد المفسّر : «(من) بيانية ، ولو كان لفظ الشهوات على حقيقته لعدّيَ وربط بما بعده باللام»(٣).
المبحث الحادي عشر
(آلاء الرحمن) تفسير الفقهاء
ربّما كان بالإمكان الاصطلاح على (آلاء الرحمن) أنموذجاً لتفسير الفقهاء ، فالبلاغي وريث مدرسة النجف الفقهية ، ونشأ في حوزات سامرّاء والكاظمية متتلمذاً على كبار علمائها ، وهي حواضر العلم وعشّ الاجتهاد ومعهد الفقاهة.
إنّ بصمات الاجتهاد جليّة في تفسيره ، وأصباح الفقه تتنفّس عن تشريعات النصوص وأحكام الآيات :
١ ـ في الوضوء عند تحليله لآية (يَا أَيُّها الَّذِيْنَ آمَنُوا إذَا قُمْتُمْ إلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا بِوُجُوْهِكُمْ وَأَيْدِيْكُم ...) ، يقول : «(وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُم) قد بيّنا سابقاً من مكان الباء ـ التي هي للآلة ـ أنّ المسح بالرأس
__________________
(١) آلاء الرحمن ١ / ١٠٩.
(٢) سورة آل عمران : ١٢.
(٣) آلاء الرحمن ١ / ٢٦٢.