أمّا بالنسبة لقدح ابن الجوزي فيما رواه الشيخ ابن الجندي فمن الواضح أنّ طعنه يبتني على المبادئ العقائدية والحديثية عند العامّة والّتي برهن أصحابنا على زيفها في كتبهم.
والجدير بالذكر أنّ هناك روايات كثيرة جدّاً وردت عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام تؤكّد على أنّ الله تعالى عرض ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام على جميع الخلق حتّى الجمادات والأشجار وغيرها فما أجاب إلى حبّه عذُب وما لم يجب خبُث وقد عقد العلاّمة المجلسي أبواباً تخصّ هذا الموضوع وأورد فيها الكثير من الروايات عن مختلف مصادرنا الشيعية المتقدّمة(١) كما أوضح من خلالها كيفية هذا العرض والمحتملات فيها(٢) ومهما يكن فلم يقم هناك برهان على استحالة مثل هذا العرض عقلاً وليس من المنهج العلمي في شيء أن نناقش الآخرين على أساس مسبقاتنا ومبادئنا التي لم يؤمنوا بها ما دمنا لم نثبت لهم تلك المبادئ والطريف في الأمر أنّ الرواية التي طعن فيها ابن الجوزي قد ورد مثلها من طرق أصحابنا(٣)أيضاً.
وللبحث صلة ...
__________________
(١) راجع عنه كنماذج: بحار الأنوار ٢٧ / ٢٦١ ـ ٢٧٣: «باب ١٦: ما يحبّهم عليهمالسلام من الدوابّ والطيور وما كتب على جناح الهدهد من فضلهم وأنّهم يعلمون منطق الطيور البهائم» وفيه ٢٧ حديثاً و ٢٧ / ٢٨٠ ـ ٢٨٤: «باب ١٧ ما أقرّ من الجمادات النباتات بولايتهم عليهمالسلام » وفيه ٨ أحاديث.
(٢) راجع: بحار الأنوار ٢٧ / ٢٧٣ ـ ٢٧٩ وص ٢٨٣.
(٣) راجع: بحار الأنوار ٢٧ / ٢٨٠ ح ٣، ص٢٨١ ح ٥، ص٢٨٢ح ٦.