بين الشيخ ابن الجندي وبين من اتّهمه.
٥ ـ أمّا قول السمعاني: «روى عن جماعة من المشهورين والمجهولين» فسنلاحظ عند دراسة شيوخ ابن الجندي أنّ غالبية مشايخه من المعروفين في الوسط الحديثي السنّي أو الشيعي إذن فليس من المنطق العلمي في شيء التهويل بهذه الموارد من المجهولين والتعامي عن كثرة كاثرة من أساتذته المعروفين المعتمد عليهم في مجال الحديث وليس بمستغرب عندنا تعرّف الشيخ ابن الجندي عن كثب على هذه القلّة من المشايخ الذين لا نعرف عنهم اليوم شيئاً نتيجة ضياع المعلومات التاريخية الدقيقة وغيابها عنّا.
٦ ـ وحول ما نقله السمعاني عن أبي كامل البصيري عن أبي مسعود أحمد ابن محمّد الحافظ أنّه قال: «لم يقرأ لنا ...» إلى آخره فلا نعتبر ذلك قادحاً في وثاقته ولا وصمة عار يوصم بها لأنّ رواية تاريخ أبي معشر لم تكن واجبة عليه فكان له أن يطالب بثمن رواية الكتاب. هذا كلّه فيما لو افتُرِضت صحّة ما قاله أبو مسعود.
أمّا إن ارتبنا فيه كما ارتبنا نحن فعلاً ـ على أساس أنّ قدح العامّة في الراوي الشيعي عرضة لاحتمال العداوة له كما أشبعنا القول فيه ـ فلا ضير في أن نرمي قول أبي مسعود جانباً ولا نقيم له وزناً.
وهناك مصادر متأخّرة عامّية اقتصرت على التضعيف الجملي للشيخ ابن الجندي ولم تخض غمار الحديث التفصيلي عن أسباب هذا التضعيف والظاهر أنّها إنّما عوّلت في ذلك على كلامَي الخطيب والسمعاني فلسنا بحاجة إلى نقل موادّها ونقدها في هذا المجال(١).
__________________
(١) راجع مثلاً: شذرات الذهب ٤ / ٥٠٦؛ النجوم الزاهرة ٤ / ٢١٤ ـ ٢١٥.