وتعاقب الدهور.
ومن المعلوم بداهة إدراك الدور الكبير الذي يلعبه المنهج الفقهي الموسوعي في حفظه لمعالم الشريعة وقوانينها من خلال تناوله لبيان جميع الأحكام الشرعية ذات الصلة والمتعلّقة بمختلف شؤون الحياة وعلى جميع الأصعدة وشتّى المجالات ، مستَنبَطة من أدلّتها ضمن الضوابط المقرّرة لعملية الاستنباط ؛ ولذا يعتبر هذا البحث من الأهمّية بمكان.
وإنّ معرفة المنهج الفقهي الموسوعي لكلٍّ من كتابَي الحدائق والجواهر كنموذج لهذا المنهج لكونهما يمثّلان أضخم موسوعتين فقهيّتين استدلاليّتين في الفقه الإمامي ، أحدهما يمثّل المدرسة الأخبارية أو ما يعرف بمدرسة المحدِّثين ، بخلاف الثاني أي: مدرسة الأصوليّين أو ما يُصطلَح عليهم بالمجتهدِين.
واعتمدت في هذا البحث على المنهج التوسّعي التحليلي ، وذلك بتتبّع متون كلّ من الكتابين وذكر بعض التطبيقات الفقهية ومن ثمّ إعطاء النتائج عن المنهجية.
لا شكّ ـ وباعتبار أهمّية الموضوع ـ أنّ هناك بعض البحوث والمقالات التي تطرّقت لذكر المناهج الفقهية لدى علماء الطائفة بصورة عامّة والتي يدخل في ضمنها ما هو مورد البحث أعني الموسوعية منها بشكل خاصّ ، بل هناك بعض الدراسات الخاصّة التي سلّطت الأضواء على التعريف ببعض المناهج الفقهية الموسوعية المعيّنة ، بيد أنّني لم أعثر على من كتب في خصوص مورد هذا البحث ، أعني منهجية كلّ من الكتابين المذكورين بما يمثّلانه من مدرستين