أبي ذر النراقي الكاشاني المتوفّى سنة (١٢٤٥هـ) في عشرين مجلّداً ، من كتب الفقه الموسوعي الاستدلالي.
لقد صنّف فقهاؤنا العظام الكثير في الفقه الاستدلالي الموسوعي ، ولكلّ واحد من تلك الكتب سماته ومميّزاته من متانة الاستدلال والجامعية وكثرة التفريعات ونقل الأقوال وغيرها ، وقد حاز مستند الشيعة على كلّ هذه الامتيازات بالإضافة إلى ذلك الدقّة البليغة والأسلوب العميق مع فرز جهات المسألة وجوانبها المختلفة وبيان تعارض الآراء وأسانيدها بالنقض والإبرام.
يقوم المصنّف في الغالب وبعد أن يعرّف موضوع البحث بالاتّكاء على وسادة فتاوى بقيّة الفقهاء عن طريق إجماعهم على ذلك أو عن طريق تسمية آرآئهم في كتبهم المعروفة ، وغالباً ما يستدلّ بالآيات والروايات الصحيحة المسندة عنده ، ولو كان هناك ضعف في سند الرواية فإنّه قد يأخذ بها لأنّها منجبرة بعمل الأصحاب ، وعندها يكون ملزَماً بالتصريح بمنهجه بالخصوص ، وعندما يتهيّأ له ثبوت الدليل وقوّته يقوم عندئذ بنسف حجّية الدليل الأضعف عبر دحضه من مختلف الجهات العلمية ، كحمله على التقية ، أو منافاته للإجماع المتّفق عليه ، أو القصور في فهم الأخبار العلاجية ، أو فقدان المرجّحات المنصوصة ، وربّما استدلّ بالقرائن الموضوعية أو الشرعية والقواعد الأصولية كالاستصحاب.
ذكر بعض الأعلام في مقدّمة الطبعة الحجرية للكتاب بأنّه لايعادله كتاب في الجامعية والتمامية ، لاشتماله على الأقوال مع الإحاطة بأوجز مقال ، من غير قيل وقال ، وارتجاله في الاستدلال وما به الإناطة بأخصر بيان ومثال ، من دون خلل وإخلال ، فلقد أجمل في الإيجاز والإعجاز وفصّل في الإجمال حقّ الامتياز ،