من بحر علمه المتدفّق ، كأربعة من المهديّين الخمسة ـ وهم من أشهر مشاهير تلامذة الأستاذ الأكبر ـ والعلمين الحجّتين صاحبَي الرياض والقوانين ، وغيرهم من كبار المجتهدين ممّن تخرّجوا عليه»(١).
ويظهر أنّه كان عازماً على البقاء في كربلاء إلى بقايا عمره وسنىّ حياته ، وأنّه وُفّق تمام التوفيق فيها مع ما أنعم الله عليه من راحة البال وسعة الرزق ، فأبدع وألّف وصنّف ودرَّس وأفاض وأفاد في تلك الفترة من حياته بالأخصّ ، وفيها شرع في إتمام تأليف كتابه الفخم الحدائق بعد ما كان ابتدأ تأليفه سابقاً ، مضافاً لمصنّفات أخرى له.
قال قدّس سرّه بعد ما ذكر فراره من قصبة فسا :
« ... فقدمت العراق وجلست في كربلاء المعلّى على مشرّفها وآبائه وأبنائه صلوات ذي العلى ، عازماً على الجلوس بها إلى الممات ... ووفّق الله سبحانه بمزيد كرمه وفضله العميم وحسن عوائده القديمة على عبده الخاطئ الأثيم بانفتاح أبواب الرزق مع جميع الآفاق ، وصرت بحمد الله فارغ البال مرفّه الحال ، فاشتغلت بالمطالعة والتدريس والتصنيف ، وشرعت في إتمام الحدائق الناضرة المتقدّم ذكره»(٢).
الأخباري المعتدل :
يُعدّ المحدّث الشيخ يوسف البحراني من أحد أبرز العلماء المدافعين عن
__________________
(١) مقدّمة الحدائق : ١ / (ط).
(٢) لؤلؤة البحرين : ٤٤٥.