الطريقة الأخبارية في مجاليها الفقهي والحديثي ، وكذلك عُدَّ آخر شخصية جديرة بالذكر من أصحاب هذه الطريقة العلمية ، وقد ناظر بعض الاجتهاديّين المعاصرين له كما ذكر ذلك في المقدّمة الثانية عشرة من الحدائق(١).
وكما مرَّ في أوّل الترجمة فإنّه في الواقع كان من الأخباريّين المعتدلين في عصره ـ أي القرن الهجري الثاني عشر ـ ومن هنا قال في حقّه تلميذه الشيخ محمّد بن إسماعيل المازندراني المعروف بـ : (أبو علي الحائري) : «كان أخباريّاً صرفاً ثمّ رجع إلى الطريقة الوسطى ، وكان يقول : إنّها طريقة العلاّمة المجلسي غوّاص بحار الأنوار»(٢).
وعلّق السيّد الأمين على ما ذكره الحائري بقوله : «وكأنّ مراده بالطريقة الوسطى ترك بعض ما يقوله الأخباريّون من أنّهم لايعملون إلاّ بالقطع وأنّ الأخبار قطعية وغير ذلك من الأمور ، وإلاّ فالرجل أخباريّ صرف لايدخل في شيء من طرق المجتهدين كما تشهد بذلك مصنّفاته ، نعم ربّما يكون قد ترك شيئاً من مقالاتهم فقيل فيه : إنّه كان على الطريقة الوسطى»(٣).
ويُعدّ قول السيّد الأمين هذا شهادة منه أيضاً على اعتدالية الرجل في مذهبه الأخباري.
مقامه العلمي :
اهتمّ المحدّث البحراني بالتأليف والتصنيف وإعداد الطلبة وتدوين أجوبة
__________________
(١) الحدائق الناظرة ١ / ١٦٧.
(٢) منتهى المقال ٧ / ٧٥ ، ترجمة (٣٢٨٦).
(٣) أعيان الشيعة ١٠ / ٣١٧.