حيث ذمّ الشيطان بصفة المرودة.
ولا ريب أنّ حلق اللحى من مصاديق تغيير خلق الله ، والتغيير في الآية عامّ للتغيير الحسّي والمعنوي ، وقد جاء النصّ بكون النتف من تغيير خلق الله تعالى في حديث لعن الواشرات ، والمتنمّصات ، والمستوشمات المغيّرات خلق الله تعالى ، والنمص هو نتف شعر الوجه ، والوشر إصلاح أسنان المرأة ، والوشم معروف ، وهو غرز البدن بالإبر ، ثمّ يحشّى ذلك الموضع بالنيل والكحل (مجمع)(١).
فإذا كان كلّ ذلك من تغيير خلق الله تعالى فلا ريب حينئذ في عموم التغيير لحلق اللحى. فإنّ قوله صلّى الله عليه وآله : «المغيرات خلق الله تعالى»(٢) إشارة إلى الآية الكريمة ، بل هو من التغيير القبيح المشوّه ، بخلاف الوشم ووشر الأسنان ، فليس فيه إلاّ كونه تغييراً لخلق الله ، ونصّ غير واحد من المفسّرين من علمائنا وعلماء الجمهور على أنّ المراد كلّ تغيير لخلق الله صورة وصفة ما لم يأذن الله به(٣) ، فالأصل المستفاد من الآية حرمة كلّ تغيير ، وهو حاكم على أصالة الإباحة وأصالة البراءة.
__________________
(١) مجمع البحرين ٦ / ١٨٤ (مادة : وشم).
(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ / ٤٣٤مسند عبد الله بن مسعود ، سنن الدارمي ٢ / ٢٧٩باب في الواصلة والمستوصلة.
(٣) تفسير الصافي ١ / ٥٠١ ، التفسير الأصفى ١ / ٢٢٩ ، جامع البيان للطبري ٥ / ٣٨٦ ، معالم التنزيل للبغوي ٤ / ٣١٨ ، الكشّاف ١ / ٥٦٥.