النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، كتب إلى كسرى كتاباً يدعوه إلى الإسلام ، فلمّا وصل الكتاب إلى كسرى ملك الفرس كتب إلى عامله على اليمن أن يرسل من يأتيه بالنبيّ(صلى الله عليه وآله) ، فأرسل عامل اليمن كاتبه بانويه(١) ورجل آخر يسمّى خرخسك(٢) إلى المدينة ، فلمّا مثلوا بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وقد حلقا اللحى وفتلا الشوارب ، فقال لهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) : ويلكما مَن أمركما بذلك؟ فقالا : ربّنا يعنون كسرى ، فقال صلّى الله عليه وآله : ولكن ربّنا أمرنا بإبقاء اللحى وأخذ الشارب(٣).
وأخرج جلال الدين السيوطي في الجامع الصغير في باب ما أوّله العين ما رواه ابن عساكر ، عن الحسن ، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، قال : عشر خصال عملها قوم لوط ، بها اُهلكوا ، وتزيدها أمّتي بخلّة إتيان الرجال بعضهم بعضاً ورميهم بالجُلاهق (الجُلاهق: بضمّ الجيم البندق المعمول من الطين)(٤) والخدن (هو الصديق في السرّ للزنا)(٥) ولعبهم بالحمام وضرب الدفوف وشرب الخمور وقصّ اللحية وطول الشارب والصفير والتصفيق ولباس الحرير ، وتزيدها أمّتي بخلّة ، وهي إتيان النساء بعضهنّ بعضاً(٦).
وإنّما ذكرت هذه الروايات من طرق علماء الجمهور ومن صحاحهم
__________________
(١) قي المطبوع : (بابويه) والمثبّت عن المصدر.
(٢) في المطبوع : (خرسك) والمثبّت عن المصدر.
(٣) مستدرك الوسائل ١ / ٤٠٦ ح ١٠٠٤ باب عدم جواز حلق اللحية واستحباب توفيرها.
(٤) لسان العرب ١٠ / ٣٧ (مادة: جلهق).
(٥) لسان العرب ١٣ / ١٣٩ (مادة : خدن).
(٦) الجامع الصغير للسيوطي ٢ / ١٥٥ ح ٥٤٣٣ ، تاريخ مدينة دمشق ٥٠ / ٣٢٢ ضمن ترجمة لوط بن هاران.