العسكري عليهالسلام.
٥ ـ استثناء روايته من نوادر الحكمة :
والحقّ إنّ أصل هذا الاستثناء هو محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي ، الشيخ الصدوق ، وهو الذي استثنى من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى في كتابه نوادر الحكمة ما رواه عن جملة من الرواة ، ومنهم أبو عبد الله السيّاري ، وتبعه على ذلك الصدوق ، وأبو العبّاس بن نوح(١) ، ولذلك قال ابن الغضائري : «استثنى شيوخ القمّيّين روايته من كتاب نوادر الحكمة»(٢).
ومثل هذه التهمة لا تستحقّ الوقوف عندها ، فإنّ ابن الوليد ومن تبعه من القمّيّين استثنوا من نوادر الحكمة جملة من الثقات ، منهم : محمّد بن عيسى بن عبيد ، وجعفر بن محمّد بن مالك ، وسهل بن زياد الآدمي ، فكيف ـ والحال هذه ـ يمكن التعويل على هذا الاستثناء في الطعن على أحد من الرواة ، أو في جرحه ، وترك حديثه والرواية عنه؟
٦ ـ إعراض الأصحاب عن روايته :
ذكر ذلك النجاشي والطوسي في ترجمة السيّاري ، إذ وصفاه بأنّه «مجفوّ
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٤٨ ، معجم رجال الحديث ٣ / ٧٢.
(٢) رجال ابن الغضائري : ٤٠.