الرواية»(١) ، ويكفي في ردّ هذه التهمة ما سنذكره من نماذج لمرويّاته ، وشهرة كتبه ومرويّاته في المصادر الشيعية الأصلية ، كالكافي والمحاسن وبصائر الدرجات ، وفي ذلك نقض واضح لتهمة الإعراض عن مرويّاته.
٧ ـ كثرة المراسيل :
ذكر ذلك النجاشي والطوسي أيضاً في ترجمة السيّاري ، إذ وصفاه بأنّه «كثير المراسيل»(٢) ، وكان الاعتماد على المراسيل من موارد الجرح والضعف عند بعض القدماء ، ولاسيّما القمّيّين من أمثال أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري ، يقول السيّد حسن الصدر : «ثمّ اعلم أنّ أكثر القدماء سيّما القمّيّين وابن الغضائري ، يضعفون بأمور لا توجب الفسق مثل الرواية عن الضعفاء والمجاهيل ، واعتماد المراسيل ، ويعدّون ذلك ونحوه من موجبات الضعف»(٣) ، وهذا الأمر ليس محلّ إجماع المحقّقين في علم الدراية ، بل لعلّ كثيراً منهم لا يعدّ ذلك اليوم من موارد الذمّ في الراوي ، يقول الشيخ محمّد بن الحسن بن الشهيد الثاني (ت ١٠٣٠ هـ) : «اعتماد المراسيل أمر مرجعه إلى الاجتهاد ، فلا وجه لكونه مضرّاً بالحال»(٤) ، ويقول الشيخ غلام رضا عرفانيان : «ومن الحقّ أنّ الرواية عن الضعفاء وكذا
__________________
(١) رجال النجاشي : ٨٠ ، نقد الرجال ٥ / ١٨٢ ، الفهرست : ٦٦ ، خاتمة المستدرك ١ / ١١١.
(٢) رجال النجاشي : ٨٠ ، نقد الرجال ٥ / ١٨٢ ، الفهرست : ٦٦ ، خاتمة المستدرك ١ / ١١١.
(٣) نهاية الدراية : ٤٣١.
(٤) استقصاء الاعتبار ٣ / ٧.