ضعف الرواية واعتماد المراسيل لا يقتضى تضعيف الراوي الثقة الذي أجمع أهل الرجال على وثاقته ومن المعلوم أنّ الأخذ بالمراسيل أمر نظري واجتهادي والمسألة فيه خلافية»(١).
٨ ـ كونه من كتّاب آل طاهر :
كان السيّاري يعمل كاتباً ، وهي من المهن المهمّة في ذلك الزمان ، وقد ورد في ترجمته أنّه كان كاتباً لآل طاهر في زمان الإمام العسكري عليهالسلام ، نقل ذلك الكشّي عن النصر بن صباح(٢) ، وأورده النجاشي والطوسي(٣) ، وهذا الأمر وإن ورد على سبيل الاسترسال في بيان أحواله ، لا على سبيل الطعن والذمّ ، ولكن ربّما استدلّ به البعض ـ ولو على سبيل الفرض ـ في انحرافه عن أهل البيت عليهمالسلام ، واصطفافه إلى جانب أعداء أهل البيت عليهمالسلام ، وقد ذكر بعض المصنّفين في علم الرجال أنّ من موارد قدح الراوي «كونه كاتب الخليفة أو الوالي أو من عماله. فإنّ ظاهره الذمّ ، كما اعترف به العلاّمة في ترجمة حذيفة بن منصور ، حيث إنّه قيل في حقّه أنّه كان والياً من قبل بني أمية. فقال العلامة ـ رحمه الله ـ : إنّه يبعد انفكاكه عن القبيح ... نعم يرفع اليد عن الظاهر المذكور بورود المدح والتعديل فيه كما في علي بن
__________________
(١) مشايخ الثقات : ٥٠.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٨٦٥.
(٣) رجال ابن الغضائري : ٤٠ ، رجال النجاشي : ٨٠ ، نقد الرجال ٥ / ١٨٢ ، الفهرست : ٦٦ ، خاتمة المستدرك ١ / ١١١.