العلاّمة محمّد باقر البهبهاني بتصدِّيه للأخباريّين وإبدائه مقاومة صلبة تِجاههم مع زملائه.
وقد شارك صاحب الجواهر مراجع عصره في التصدّي للحركة الأخبارية ، وما كتابه جواهر الكلام إلاّ موسوعة فقهية على ضوء المدرسة الأصولية في مقابل موسوعة الحدائق الناضرة للشيخ يوسف البحراني والتي كتبها على الذوق الأخباري ، حيث تعرّض في كتابه هذا لآراء صاحب الحدائق وفنّدها في موارد كثيرة ، يذكره أمّا بعنوان صاحب الحدائق أو المحدّث البحراني أو في الحدائق ، وغالباً ما يشير في هذه الموارد إلى آراء صاحب الحدائق والردّ عليها(١).
المناخ العلمي في عصره :
عاش المؤلّف فترة امتازت بميزتين من الناحية العلمية :
الأولى : بلوغ الحوزات العلمية ذروة نشاطها في كلّ من مجال الفقه والأصول والأدب ، وذلك بفضل مساعي تلامذة الوحيد البهبهاني ، فقد ابتدأت الحركة العلمية في الفقه والأصول في كربلاء على يد مؤسّسها العظيم آقا محمّد باقر المعروف بالوحيد البهبهاني المتوفّى (١٢٠٥هـ) ، ونازعت النجف كربلاء وشاطرتها الحركة العلمية بفضل تلاميذ الوحيد البهبهاني ، وهم : السيّد مهدي بحر العلوم (ت١٢١٢هـ) والشيخ جعفر كاشف الغطاء (ت١٢٢٨هـ) ، إلاّ أنّ كربلاء بقيت محافظة على مركزها حتّى وفاة شريف العلماء الشيخ محمّد شريف
__________________
(١) انظر : مقدّمة جواهر الكلام في ثوبه الجديد ١ / ٥٤.