اشتهاراً كبيراً ، وهو بالتأكيد إنّما يدلّ على غزارة مادّته وتبحّره في الفقه ، ويكفيه من آثاره ومصنّفاته العلمية كتابه جواهر الكلام الذي هو أحد ركني موضوع البحث في هذه المقالة ، ويأتي الكلام عنه إن شاء الله.
وأيضاً ممّا عُرف من تصانيفه هو كتاب نجاة العباد أو نجاة العباد في يوم المعاد ، وهي رسالة عملية فتوائية مجرّدة عن الدليل والمدرك الشرعي كان قد ألّفها لمقلّديه ، وغالباً ما يكتبها الفقيه لمقلّديه للرجوع إليها لمعرفة فتاواه في المسائل محلّ الابتلاء وهو ما يعرف اصطلاحاً بـ : الرسالة العملية ، وقد ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني أنّ الشيخ صاحب الجواهر انتزع كتابه نجاة العباد من كتابه الكبير جواهر الكلام(١).
وذكر بعض المتتبّعين أنّ التفحّص في عبارات نجاة العباد يقضي بأنّها قد انتزعت من كتاب الجواهر ، بل الغالب يجدها عينها فيه ، فيمكن القول بأنّها خلاصة للجواهر(٢).
وقد علّق عليها جمع من أكابر الفقهاء ، وذُكر أنّ من أوّلهم كان الشيخ مرتضى الأنصاري ـ الذي تزعّم مدرسة النجف الأشرف بعد وفاة الشيخ صاحب الجواهر ـ فوقّعها لعمل مقلّديه أيضاً وعلّق على موارد اختلاف نظره في الحاشية ، وحذا حذوه بقيّة العلماء من بعده ، فكثرت الحواشي على نجاة العباد من أمثال الميرزا الشيرازي قائد ثورة التنباك ، والشيخ راضي ، والشيخ المامقاني ،
__________________
(١) الذريعة ٢٤ / ٥٩.
(٢) مقدّمة جواهر الكلام في ثوبه الجديد ١ / ٥٢.