بركن(١).
إيصاء الشيخ بالزعامة والمرجعية من بعده إلى الشيخ الأنصاري :
ومن سعة أفق الشيخ وبُعد نظره، ما كان من تنصيبه للشيخ مرتضى الأنصاري خلفاً له ، فقد دعاه في مرض موته بحضور أكثر أعلام تلاميذه وأولاده الذين كان يرى ويعتقد كلّ واحد منهم في نفسه الكفاية لهذا المنصب الرفيع ، ولكنّه عهد إلى الشيخ دونهم بهذا المنصب ، والأنصاري يومئذ مغمور لا يعرفه أحد ، على أنّه لم يكن معدوداً من تلاميذه وإنّما كان يحضر درسه في أواخر أيّامه تيمّناً لا حضور التلميذ المستفيد ، ولذا يُعبّر الشيخ الأنصاري عن صاحب الجواهر في بعض كتبه بـ : (بعض المعاصرين) لا أكثر(٢).
وفاته ومكان دفنه :
توفّي صاحب الجواهر قدسسره في غرّة شعبان يوم الأربعاء عند زوال الشمس سنة (١٢٦٦هـ) في النجف الأشرف بعد أن تجاوز العقد السابع من عمره الشريف ، ودفن في مقبرته المعروفة والمجاورة لمسجده المشهور في ما يعرف اليوم بمحلّة (العمارة) ، وقد أرَّخ عام وفاته سبطه الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عبد علي (مؤلّف آثار الشيعة) ببيتين وقد كُتِبا بالحجر الكاشي على صخرة قبره ،
__________________
(١) جواهر الكلام ١٨ / ١٦٠.
(٢) انظر : ماضي النجف وحاضرها ٢ / ١٣٤. و : مقدّمة الجواهر : ٢٤.