إخوانهم ، وإن نابت أحداً من مواليك نائبة قاموا ، فكتب : (أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُوْنَ حَقّاً عَلَيْهِمْ مَغْفِرَةٌ مِن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُوْنَ) (١).
مرجّحات توثيق السيّاري :
عند إمعان النظر في السيرة العلمية للمحدّث أبي عبد الله أحمد بن محمّد ابن سيّار السيّاري ، واستقراء ما وصلنا من مرويّاته ، يتّضح لنا أنّ الرجل لا يقصر حاله عن الوثاقة ، وإن جلّ رواياته صحيحة المتون ، قويّة المضامين ، وقد تلقّاها بالقبول علماؤنا ومحدّثونا الأقدمون ، ولم أجد أحداً من المحقّقين تصدّى لبيان وجود الاعتبار والاعتماد في روايات السيّاري كما فعل خاتمة المحدّثين ، الشيخ الجليل ، الميرزا النوري الطبرسي (أعلى الله مقامه) ، فقد أجلى الغبار ببيانه الرائع عن حال السيّاري ، وكشف ضعف ما غُمز به من ألفاظ الجرح ، جاء ذلك في توثيقه لكتاب التنزيل والتحريف أو القراءات ، وهو أحد مصادر مستدرك الوسائل ، إذ قال رحمهالله : «كتاب القراءات للسيّاري. ويعبّر عنه أيضاً بالتنزيل والتحريف ، وقد غمز عليه مشايخ الرجال ، إلاّ أنّه يظهر من بعض القرائن اعتبار الكتاب واعتماد الأصحاب عليه ، بل والنظر فيما ذكروا ... وقد أكثر ثقة الإسلام في الكافي من الرواية عنه ، وقد تعهّد أن يجمع فيه الآثار الصحيحة ، عن الصادقين عليهمالسلام ، والسنن القائمة التي عليها العمل من جملة الأخبار المختلفة ، مع قرب عهده به ، وقلّة الواسطة بينهما. فروى عنه في باب كراهية التوقيت ، عن
__________________
(١) مستدرك الوسائل ٣ / ١٣٠.