وأخت الابن هنا ليست أحدهما، فلا تحرم(١)، انتهى كلامه (أعلى الله مقامه).
ولعلّه أخذه من استدلال الشيخ في المبسوط، والعلاّمة في المختلف، وهذا عجيبٌ جدّاً من مثل هذا الشيخ العظيم الشأن (رُوّح روحه) فإنّ علماء الإمامية عاملون به كما قد عرفت، قائلون بصحّته، لم يخالف فيه ـ على ما يظهر ـ غير الشيخ في المبسوط، والعلاّمة في موضع من التذكرة، مع أنّهما عملا به في غيره، سيّما الشيخ في الكتابين(٢)، حيث أورده ولم يورد له معارضاً، ولا تعرّض لتأويله، ولا تضعيفه، فظهر الإجماع عليه.
وقوله: لأنّ أخت الابن إنّما تحرم، إذن عجب، لأنّه بحسب الظاهر ردّ النصّ الصحيح الصريح بشُبهة ضعيفة.
جوابها: إنّ التعليل ليس بحقيقيّ، والاستدلال ليس بواقعيّ، بل هو تقريبٌ للحكم إلى فهم السامع، وتعليمٌ له الاستدلال على العامّة القائلين بالقياس(٣)، وأمثاله كثيرة يظهر بالتتبع، والله يعلم.
قد تمّ الفراغ من تحريره تقرّباً إلى الله، كَتَبه العبد المذنب تراب قدوم أهل الصلاح بن عبد الغفّار رحمهالله زين العابدين (غفر الله عنهما) ولوالده ولجميع المؤمنين والمؤمنات.
__________________
(١) لم نعثر على هذه الحاشية، ولا على من نقله عنه.
(٢) الاستبصار وتهذيب الأحكام.
(٣) القياس: عرّفوه بأنّه تعدية الحكم من الأصل إلى الفرع لعلّة متّحدة فيهما، انظر: الحدائق الناضرة ٣٢ / ٣٩٨.