علي بن منصور العُقيلي من أمراء عرب البحرين ، وهم ممّن يجلبون من البحرين الخيل إلى هذا السلطان ـ [من سلاطين الهند] ـ أنّ لأهل هذه البلاد علامة في الفريس ، يعرفونها بينهم ، متى ما رأوها في فرس اشتروه بما عسى يبلغ ثمنه».
ونقل(١) عن نفس الأمير العقيلي عن كثرة تواصل العقيليّين مع الهند قوله : «قال : إنّ أسفارنا ما تنقطع عن الهند ، وعندنا كثير من أخباره ، وتواترت الأخبار عندنا أنّ هذا السلطان محمّد بن طغلقشاه»(٢).
هذه النصوص تؤكّد عمق العلاقات البحرانية الهنديّة ومدى رسوخها في الأبعاد التجارية والاقتصادية ، كما توضّح مدى الثراء والخيرات الذي تمتلكه المنطقة من الثروة الزراعية والصناعية والحيوانية ، إضافة إلى الخبرة بوسائل وطرق التجارة.
الأحساء من طرق الحاجّ للهنود :
كان الحجّاج الهنود يذهبون إلى الديار المقدّسة من خلال عدّة طرق ، منها عن طريق البحر من خلال ميناء جدّة لقربه من مكّة ، وهو الغالب ، ومنها طريق اليمن ـ عدن ـ حيث يأتون ضمن الركب اليمني ، وتارة يأتون مع حجّاج فارس عن طريق البرّ مروراً بالعراق حيث يكونون ضمن ركب الحجّ العراقي على (درب زبيدة) ، ومن هذه الطرق التي يسلكونها طريق العقير حيث يذهبون مع الركب
__________________
(١) مسالك الأبصار في ممالك الأمصار٣ / ٥٩.
(٢) مسالك الأبصار في ممالك الأمصار ٣ / ٩٠.