لَمَسها الحجّاج الهنود في مرافقتهم للحجّ العقيلي المنطلق من الأحساء إلى الديار المقدّسة.
وكانت مسيرتهم في قوافل كبيرة تحت حماية قويّة حفاظاً عليهم من القوافل وقطّاع الطرق ، يقول مايكل ن. بيرسون ، وهو يتحدّث عن قوافل الحجيج من بلاد فارس والهند : «أشارت مدوّنة تاريخية برتغالية إلى أنّ منطقة الحسا (الأحساء) التي تضمّ ميناء البحرين والتي تبعد أربعين فرسخاً عن جزيرة البحرين ، كانت نقطة تجمّع الفرس وعرب المنطقة للتوجّه إلى الحجّ ، ويسافر هؤلاء أيضاً كالآخرين في قوافل ، لأنّ طريقهم في هذه الحالة يعبر صحاري اليمن(١) ، ويتعرّضون كثيراً لهجمات الأعراب أو البدو الذين يعيشون هناك ، لذا فإنّ هناك حاجة إلى قوافل قويّة الحماية»(٢).
وفي سنة (٩٨٠هـ) تذكر المصادر العثمانية عن أهمّية هذا الميناء والدور الذي يؤدّيه في خدمة الحاجّ ، حيث كان هو الميناء الرئيس في إيالة الحسا لاستقبال الحجّاج القادمين من الهند وكافّة المناطق الواقعة إلى الجنوب الشرقي للخليج تقريباً(٣) ، إضافة إلى الدور الاقتصادي الذي كان يؤدّيه في الاستيراد والتصدير.
أحسائيون في بلاد الهند :
هذه الأبعاد وغيرها ساهمت بدرجة كبيرة في تكوّن علاقة وثيقة بين
__________________
(١) الصحيح وسط الجزيرة العربية.
(٢) الحجّ إلى مكّة المكرّمة من شبه القارّة الهندية : ٩٩.
(٣) العثمانيون وشرق شبه الجزيرة العربية : ٢٨٨.